من أشرف الهور وزهير اندراوس: وافقت إسرائيل على نقل معدات وعتاد عسكري لقوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية وسهلت عودة جنود أجروا تدريبات خاصة في الأردن.
وقال المنسق الأمني الأمريكي للمناطق الفلسطينية اللفتنانت جنرال كيث دايتون في تصريح نقلته إذاعة صوت إسرائيل الناطقة باللغة العربية الجمعة، إن إسرائيل وافقت على نقل حوالي 200 سترة واقية و145 سيارة بيك أب إلى أفراد قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية. وذكر أن إسرائيل قامت أيضاً بتسهيل اجراءات عودة المجندين الفلسطينيين الذين تدربوا في الأردن إلى الضفة. وأعرب الجنرال الأمريكي عن ارتياحه إزاء القدرات التي أبداها المجندون الجدد الفلسطينيون ومعنوياتهم مرجحا أن يكون أفراد هذه القوات قادرين في نهاية الأمر على تولي المسؤولية الأمنية في الضفة والحيلولة دون انطلاق 'اعتداءات' منها باتجاه إسرائيل. وأكد دايتون على أهمية منح الفلسطينيين أفقا سياسيا يرنون إليه مما سيساعد على تشكيل قوة فلسطينية منضبطة تدعم استقرار الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وسمحت اسرائيل في نفس الوقت بإدخال أوراق نقدية إلى قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس.
وقال القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار الجمعة، في حديث خاص أدلى به لصحيفة 'القدس العربي' ردا على تصريحات دايتون 'أنا لا أفهم ما معنى الجيش الوطني يشرف عليه دايتون ليقوم بمهام الجيش الإسرائيلي، بمعنى أنّه يريد أن يحارب المقاومة الفلسطينية، وأن يمنع المقاومين من مقاومة الاحتلال ويمنع الشعب الفلسطيني من مقاومة التوسع الاستيطاني الصهيوني ويحمي المستوطنات والمستوطنين، وبالتالي أنا أسأل كيف لجيش يحمل هذه المواصفات أن يكون جيشاً وطنياً، إلا إذا كان الجيش الإسرائيلي جيشاً وطنياً فلسطينيا يقوم بنفس المهام الفلسطينية. وتابع الدكتور الزهار قائلاً إن هذا الحديث هو حديث مضحك ومخز بنفس الوقت، وهؤلاء الناس في رام الله يحاولون تسويق هذه الأمور على الشعب الفلسطيني، ولكنّ شعبنا الفلسطيني على علم وعلى إدراك بهذه المخططات الخبيثة.
أما بالنسبة للحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني فقال الدكتور الزهار إنّ الحوار هو آلية، وآلية الحوار الفلسطيني الداخلي هي المصالحة، هل رام الله الآن على استعداد للمصالحة؟ أنا أقول وبملء الفم إنّني أشك في ذلك، وأكبر دليل على ذلك، أن عبّاس يريد أن يقيم جيشاً وطنيا فلسطينياً مرتبطا بالأعداء الصهاينة والأمريكيين. القضية بالنسبة لي هي ليست قضية تشاؤم أو تفاؤل، عليك أن تسأل أبو مازن، هل رفعت أمريكا الفيتو عن الحوار الفلسطيني الداخلي، فإذا رفعوه فهناك إمكانية للحوار لإعادة رأب الصدع داخل البيت الفلسطيني، وأذكرك في هذا السياق أنّ الأمين العام للجامعة العربية، السيد عمرو موسى هو الذي قال إنّ أمريكا تفرض الفيتو على الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وخرجت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لتؤكد هذا الأمر وتقول إنّه لا بدّ من تلبية شروط الرباعية الدولية، ماذا يريدون منّا؟ أن نعترف بإسرائيل حتى نتحاور بيننا في البيت الفلسطيني؟. وأضاف قائلاً إن سلطة رام الله تتعاون عالمكشوف مع إسرائيل والأمريكيين.
وعن المزاعم الإسرائيلية والأمريكية والفلسطينية بأنّ حركة حماس تخطط لانقلاب في الضفة الغربية قال الدكتور الزهار 'الضفة الغربية شاركت في مقاومة الاحتلال، والاحتلال الإسرائيلي سلب أراضيها ووضع خيرة شبابها في السجون وأساء معاملتها، الآن إذا قامت سلطة رام الله بنفس المعاملة، فماذا تتوقع من الشعب الفلسطيني؟ أنا أقول أنّه سينتفض ضد هذه المعاملة، وأنا أقول أيضاً إنّ حركة حماس يجب أن تحكم في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، وذلك بموجب نتائج الانتخابات. وأنا أقول ولست خائفاً أتمنى على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة أن يشعلوا نار الانتفاضة'.