يجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القدس اليوم بعد اسبوع من اعلان اولمرت انه سينتحى عن منصبه الامر الذي ألقى مباحثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة في حالة من التخبط.
وقال مساعدون لرئيس الوزراء ان اولمرت يفضل الافراج عن بعض السجناء الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية كلفتة طيبة لعباس لكنهم لم يقدموا المزيد من التفاصيل.
وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان اجتماع اولمرت وعباس سيعقد في مقر أولمرت الرسمي في القدس. وأضاف سيثير الرئيس عددا من المسائل مثل قضايا الوضع الدائم وحواجز التفتيش والسجناء.
ووافقت الحكومة الاسرائيلية الاحد على الافراج عن خمسة سجناء فلسطينيين في اطار اتفاق لمبادلة السجناء ابرم مع حزب الله اللبناني وتسلمت اسرائيل بموجبه رفات جنديين اسرائيليين.
وأفرجت اسرائيل عن 429 سجينا فلسطينيا في كانون الاول لدعم عباس. وكانت قد افرجت عن مجموعة اصغر في تشرين الاول.
وقضية السجناء هي قضية حساسة بالنسبة للفلسطينيين الذين ينظرون الى السجناء كمناضلين ضد الاحتلال الاجنبي. ويخشى عدد كبير من الاسرائيليين ان تشجع عمليات الافراج هذه نشطين فلسطينيين على القيام بهجمات جديدة.
وقال وزير شؤون الاسرى والمحررين أشرف عيد محمد العجرمي ان عباس سيصر على ان يتضمن اي اتفاق السجناء الصادر عليهم احكام طويلة بالسجن والنساء والاطفال وأيضا الزعماء السياسيين في اشارة الى زعيم الانتفاضة مروان البرغوثي الذي ينظر اليه كخليفة محتمل لعباس.
وكانت المفاوضات التي أطلقت في مؤتمر سلام في انابوليس بولاية ماريلاند الامريكية في تشرين الثاني بهدف التوصل الى اتفاق لاقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية عام 2008 قد شابتها نزاعات بسبب المستوطنات والعنف.
وبعد ان واجه اولمرت تحقيقات موسعة بشأن مزاعم فساد أعلن الاربعاء انه سيتنحى عن زعامة حزب كديما الحاكم بعد ان ينتخب الحزب زعيما جديدا في انتخابات تجري يوم 17 ايلول.
لكنه تعهد في الوقت نفسه بالمضي قدما في عملية السلام مع الفلسطينيين والمحادثات غير المباشرة الجارية مع سوريا بوساطة تركية حتى اخر يوم له في المنصب.
وقال عريقات ان اولمرت وعباس سينضم اليهما اليوم كبار المفاوضين ومن بينهم رئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وهي منافس رئيسي لخلافة اولمرت رئيسا لحزب كديما الحاكم.
ويقول مسؤولون اسرائيليون ان واشنطن تضغط على الجانبين للاتفاق على وثيقة مكتوبة بحلول ايلول.
لكن ليفني هونت من شأن الجدول الزمني الذي تقترحه واشنطن للتوصل الى اتفاق في عام 2008 . وتقول مصادر اسرائيلية ان ليفني تعارض كتابة مواقف اسرائيل على الورق لانها قد تستخدم في غير مصلحتها في المنافسة على قيادة حزب كاديما.
وقالت ليفني في مقابلة مع شبكة تلفزيون /سي.ان.ان/ الامريكية في اوائل الاسبوع قررنا ووعدنا ببذل كل الجهود للتوصل الى معاهدة السلام حتى نهاية العام ونحن نبذل كل جهد لتحقيق ذلك.
واستدركت بقولها ولكن الاهم الان هو التفاهم بين اسرائيل والفلسطينيين على اننا على الطريق الصحيح ... فالمواعيد أقل أهمية.
وقال اولمرت للبرلمان الاسرائيلي /الكنيست/ الاسبوع الماضي ان التوصل الى اتفاق سلام شامل يتضمن القدس ليس ممكنا هذا العام لكن الخلافات بشأن الحدود واللاجئين يمكن تضييق شقتها.