ولد قبل سنتين من نهايه خلافه عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
والده يسار مولى زيد بن ثابت الانصاري، وامه خيرة مولاة لام سلمه ام المؤمنين. وقد اعتقا قبل زواجهما
.
فلما جاء البشيرُ يبشِّر زوج النبي أمِّ سلمة رضي الله عنها بأن مولاتها
خيرة قد وضعت حملها ، وولدت غلاما ، فغمرت الفرحةُ فؤادَ أم المؤمنين
رضوان الله عليها ،
فأرسلت رسولا ليحمل إليها الوالدة ومولودها ، لتقضيَ فترة النفاس في بيتها
، في بيت أم سلمة ، ذلك ان خيرة كانت محبوبة عند أم سلمة . لا تقلُّ عن
ابنتها حبًّا وعطفا ورحمة
كان هذا الوليدُ الصغيرُ قسيمًا وسيمًا - أي جميلا حسن الوجه - بهيَّ
الطلعة ، تامَّ الخِلقة ، يملأ عينَ الناظر إليه ، ويأسر فؤادَ رائيه .
فقالت ام سلمة رضي الله عنها :" أسمَّيتِ غلامك يا خيرة ؟ قالت : كلا يا
أمَّاه ، لقد تركتُ ذلك لك لتختاري له من الأسماء ما تشائين ، فقالت
نسمِّيه على بركة الله الحسن ، ثم رفعت يديها ، ودعت له بصالح الدعاء
" ، درجَ الحسنُ بن يسار الذي عُرف فيما بعد بالحسن
البصري في بيت من بيوت رسول اله صلى الله عليه و سلم ، في بيت ام سلمة ،
وأمُّ سلمة كانت من أكمل نساء العربتردَّد الحسنُ البصري على بيوت رسول الله ، وتخلَّق
بأخلاق ربَّاتها جميعا ، و اهتدى بهديهم ، وقد كان كما يحدِّث عن نفسه
يملأ هذه البيوت بحركته الدائبة ، و بلعبه النشيط، حتى إنه كان ينال سقوف
بيوت أمهات المؤمنين بيديه ، وهو يقفز فيها قفزا
هذا التابعي الجليل تتلمذ على أيدي كبار الصحابة في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم، روى عن عثمانَ بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي موسى
الأشعري ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وأنس بن مالك ، وجابر
بن عبد الله ، وغيرهم ، لكنه أُولِع أكثر ما أولع بأمير المؤمنين علي بن
أبي طالب رضي الله عنه عقلا ،
،
فالتفَّ الناسُ حول الحسن البصري يستمعون إلى مواعظه التي تستلين القلوبَ،
وتستدرُّ الدموعَ ، ويَعُونَ حكمته التي تخلب الألباب ، ويتأسَّون بسيرته
التي كانت أطيبَ مِن نَشر المسك ، وقد انتشر أمرُ الحسن البصري في البلاد
، وفشا ذكرُه بين العباد .