موسى يعرض على البشير خطة عمل عربية حول مذكرة (الجنائية الدولية)

وصل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس الى الخرطوم حاملا خطة عمل للرئيس السوداني عمر البشير المهدد بمذكرة توقيف طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية اصدارها بحقه بتهمة الابادة في دارفور.
وكان موسى اعلن خطة العمل هذه اثناء اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب عقد السبت في القاهرة، لكنه رفض الافصاح عن مضمونها قبل عرضها على السلطات السودانية.
وقال موسى ''سوف ننسق مع الاتحاد الافريقي وسنواصل الاتصال بالامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) وبعدد من المرجعيات الدولية الكبيرة لتبادل بعض المقترحات للتعامل مع هذا الموقف الخطير''.
وحذر من ان هذا ''الموضوع الخطير لن يعالج بشعارات او ادانات ولكن بموقف رصين اجماعي من الجامعة العربية بتعاون وثيق مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة''، مشيرا الى وجود شقين، قانوني وسياسي، لهذه الازمة ينبغي التعامل معهما.
من جهته، اعلن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان بلاده تقترح انعقاد مؤتمر دولي للتوصل الى حل سياسي لازمة دارفور، في ظل اتهام الرئيس السوداني بارتكاب ابادة في الاقليم الذي تمزقه الحرب الاهلية.
واضاف ابو الغيط ان مصر قدمت هذا الاقتراح الى مجلس الوزاري في الجامعة العربية الذي عقد السبت جلسة طارئة بطلب من السودان مشيرا الى ان الوزراء العرب ''ايدوا الاقتراح''.
الى ذلك عبر الوسيط الجديد للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور جبريل باسوليه امس عن ''دهشته'' ازاء مبادرات السلام والحوار خلال زيارته الاولى الى السودان منذ تعيينه في منصبه. وقال للصحافيين ''انني مندهش ازاء (...) الرغبة والمبادرات الداعية للحوار والسلام والاستقرار في السودان وساعمل في هذا الاتجاه خلال الايام المقبلة''. وتتزامن زيارته مع محاولة السودان منع اتخاذ اي اجراء قانوني يطاول البشير.
واضاف باسوليه الذي تم تعيينه الشهر الماضي انه سيبقى وزيرا للخارجية في بوركينا فاسو لكنه يزور السودان بغية الاطلاع على المسائل. ووصف مهمته بانها ''صعبة'' لكنها ''ليست مستحيلة'' مشيرا الى ان تحديد اولويات عمله امر يعود الى السودانيين. وقال بعد لقائه وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية علي كرتي ''يجب علينا ان ندعو الى وقف للاعمال الحربية لايجاد ظروف تسمح بالبحث عن حل سياسي شامل''. وسيكون مقر باسوليه (51 عاما) في الفاشر، كبرى مدن ولاية شمال دارفور حيث المقر العام للقوة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. وكان تعيين وسيط دائم في دارفور متوقعا منذ عدة اشهر نظرا للتباطؤ في مفاوضات السلام بين الخرطوم والفصائل المتعددة في دارفور. وتؤكد ارقام الامم المتحدة ان النزاع في دارفور اوقع اكثر من 300 الف قتيل في حين تقول الخرطوم ان العدد لا يتجاوز العشرة الاف فقط.
ولقيت زيارة باسوليه انتقادات بحيث يعتقد البعض ان عمله سيواجه حقيقة عدم اتقانه العربية او الانكليزية وهما لغتان يتقنهما المسؤولون السودانيون والمتمردون على حد سواء.
واضاف كرتي انه خلافا للموفدين السابقين للامم المتحدة والاتحاد الافريقي فان باسوليه سيقيم في السودان بشكل دائم.