يعيد فيلم الفنان عادل امام الجديد "السفارة في العمارة" طرح قضية التطبيع مع اسرائيل، ولو بـ"اسلوب ساذج" كما يرى بعض النقاد، من خلال عودة مواطن مصري الى بلاده بعد ان قضى فترة طويلة في دبي ليجد ان شقته ملاصقة للسفارة الاسرائيلية في العمارة التي تقع على شاطئ النيل.
تتخلل الفيلم الذي احتجت عليه السفارة الاسرائيلية في القاهرة مجموعة من المفارقات المضحكة التي تجمع بطله مع رجال الامن المكلفين حراسة السفارة الى جانب المشاهد التي يلتقي فيها بالسفير الاسرائيلي (لبيب لطفي) وتصوير الرفض الشعبي للقبول بالسفارة الاسرائيلية مثل رفض بعض المطاعم ارسال طلباته الى المنزل واحتقار مومس له بعد ان عرفت انه جار للسفارة الاسرائيلية ومغادرتها الشقة.
كما يصور الفيلم التاييد الشعبي للبطل عندما يرفع دعوى قضائية لطرد السفارة من العماره ثم رفضه بعد ان سحب القضية اثر قيام الموساد بتصويره وهو في الفراش مع امراة اسرائيلية لابتزازه اضافة الى تهديده بالقتل.
لكن اثر مقتل الطفل الفلسطيني الذي ربطته باسرته علاقة محبة عميقة خلال اقامته في دبي يثور على هذا الوضع ويقرر المضي في ملاحقة السفارة الاسرائيلية غير عابئ بالتهديد والابتزاز.
ومن خلال هذه المشاهد يصل الناقد طارق الشناوي الى ان الفيلم "ليس ضد تواجد اسرائيل" وانه "من اذكى الافلام التي تم نسجها بحرفية لخدمة الهدف السياسي".
واعتبر الشناوي ان الفيلم "مع التطبيع سياسيا شرط ان يكف الاسرائيليون عن قتل الاطفال" وذلك من خلال عدم مشاركة البطل بالهتاف ضد التطبيع.
من جانبها اعتبرت الناقدة في اسبوعية "الاهرام العربي" علا الشافعي انه "رغم السطحية التي تعامل بها الفيلم والمباشرة فانني ارى انه من الضروري ان يكون لدينا مثل هذا الفيلم لخلق حالة وعي لدى الاجيال التي لم تلحق بتطورات القضية الفلسطينية".
لكنها انتقدت "المبالغات في بداية الفيلم في ابراز الشخصية الدونجوانية للبطل الى جانب الكشف عن ذروة الفكرة الدرامية مع ظهور الطفل الفلسطيني منذ البداية حيث كان من الواضح انه مرشح للموت".
في المقابل راى الناقد في "نهضة مصر" اليومية مجدي الطيب ان هناك "تفردا لافتا من عادل امام الذي يبدو وكانه يحتكر معرفة متى وكيف ولماذا يكون التطبيع اما غيره من انصار التيارات الاسلامية او التقدمية او الناصرية فكلهم سذج ومراهقون فكريا وسياسيا ومغرر بهم".
ويضيف "هذا الى جانب تحفظي على الصورة البراقة والجميلة التي صور فيها رجال الامن حيث لم نر مثل هؤلاء الضباط الطيبين الذين يسهلون حركة التظاهر ولا يقومون بقمعها".
كما رات علا الشافعي ان الفيلم "قدم الشخصية النسائية بشكل هش خصوصا شخصية البطلة التي يوحي تاريخها بالنضال والصلابة لكنها اصبحت مجرد رد فعل للبطل وتابعة لشعاراته اما بقية العناصر النسائية فقد ظهرن اما كمناضلات غير جميلات ومتشنجات او كفتيات ليل يجرين وراء بطل الفيلم".
وقد لقى عادل امام استقبالا جماهيرا حارا امام دار العرض التي شهدت الثلاثاء الحفل الخاص للفيلم في وسط المدينة حيث اغلقت الجموع الغفيرة شارع طلعت حرب في انتظار حضوره مع وجود حشد امني كبير لحفظ النظام ما ادى الى تأخر العرض لاكثر من ساعة وربع الساعة.